٥٣١٥ - قال ابن ماجه: حدثنا الحسن بن أبى الربيع الجرجانى، أنبأنا عبد الرزاق، أخبرنى يحيى بن العلاء: أنه سمع بشر بن نمير: أنه سمع مكحولاً يقول: إنه سمع يزيد بن عبد الله: أنه سمع صفوان بن أمية، قال: كنا عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذ جاء عمرو بن مرة، فقال: يا رسول الله إن الله قد كتب علىَّ الشقوة، فما أرانى أرزق إلا من دفى بكفى، فأذن لى فى الغناء فى غير فاحشة، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لاّ آذَنُ لَكَ، ولا كَرَامَةَ، ولا نُعْمَةَ عَيْنٍ، كَذَبْتَ، أَىْ عَدُوَّ الله، لَقَدْ رَزَقَكَ الله طَيِّبًا حَلالاً، فَاخْتَرْتَ مَا حّرَّمَ اللهُ عَلَيْكَ مِنْ رِزْقِهِ مَكَانَ مَا أَحَلَّ الله لَكَ مِنْ حَلالِهِ، وَلَوْ كنْتُ تَقَدَّمْتُ إِلَيْكَ لَفَعَلْتُ بِكَ وَفَعَلْتُ، قُمْ عَنِّى، وَتُبْ إلى الله، أَمَا إنَّكَ إِنْ فَعَلتَ بَعْدَ التَّقْدِمَةِ إِلَيْكَ ضَرَبْتُكَ ضَرْبًا وَجِيعًا، وَحَلَقْتُ رَأْسَكَ مُثْلَةً، وَنَفَيْتُكَ مِنْ أَهْلِكَ، وَأَحْلَلْتُ سَلْبَكَ نُهْبَةً لِفِتْيَانِ أَهْلِ المدِينَةِ «فقام عمرو، وبه من الشر والخزى ما لا يعلمه إلا الله.
فلما ولى قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «هَؤُلاءِ الْعُصَاةُ. مَنْ مَاتَ مِنْهُمْ بِغَيْرِ تَوْبَةٍ حَشَرَهُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَمَا كَانَ فى الدُّنْيَا مُخَنَّثًا عُرْيَانًا لا يَسْتَتِرُ مِنَ النَّاسِ بِهُدْبَة كُلَّمَا قَامَ صُرِعَ» (١) .
هذا حديث منكر جدًا أحسبه أن يكون موضوعًا، فإن يحيى بن العلاء وشيخه متروكان إجماعًا. قال الإمام أحمد بن حنبل: كان يحيى
(١) الخبر أخرجه ابن ماجه فىالحدود (باب المخنثن) : سنن ابن ماجه: ٢/٨٧٢؛ وفى الزوائد: فى إسناده بشر بن نمير البصرى، قال فيه يحيى القطان: كان ركنًا من أركان الكذب. وقال أحمد: ترك الناس حديثه، وكذا قال غيره، ويحيى بن العلاء قال أحمد: يضع الحديث، وقريب منه ما قال غيره.