للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقول: «سَبْعُون بِسُبْعمائةٍ، ولَا خَيْر فِيمَنْ كَانَتْ ذُنُوبُهُ فى يَوْمٍ أَكْثَرَ مِنْ سَبعمائة» ، ثم يستقبل الناس بوجهه.

وكان يعجبه الرؤيا، فيقول: «هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُم شَيْئًا؟» قال: ابن زمل، قلت: أنا يا نبى الله، قال: «خَيْرًا تَلْقَاهُ، وشَرًّ تُوقَاه، وَخَيْرًا لَنَا، وَشَرًّ عَلَى أَعْدَائِنَا، وَالْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالمين، واقْصُصْ رُؤْيَاكَ» ، فقلت: رأيت جميع الناس على طريقٍ [رحبٍ] سهل لاحبٍ (١) والناس على الجادة منطلقين، فبينما هم كذلك إذ أشفى ذلك (٢) الطريق على مرج لم تر عيناى مثله، يزف رفيفًا (٣) ويقطر نداه، فيه

من أنواع/ الكلإ فكأنى بالرعلة (٤) الأولى حتى أشفوا على المرج كبروا، ثم

ركبوا رواحلهم فى الطريق فمنهم المرتع، ومنهم الآخذ الضغث، ومضوا على

ذلك.

ثم قدم عظم (٥) الناس، فلما أشفوا على المرج كبروا، وقالوا: خير المنزل، فكأنى أنظر إليهم يمينًا وشمالاً، فلما رأيت ذلك لزمت الطريق، حتى آتى أقصى المرج، فإذا أنا بك يا رسول الله على منبر فيه سبع درجات، وأنت فى أعلاها درجة، وإذا عن يمينك رجلٌ آدم سنل (٦) أقنى، إذا هو تكلم يسمو فيفرع (٧) الرجال طولاً، وإذا عن


(١) الطريق اللاحب: الطريق الواسع المنقاد الذى لا ينقطع. النهاية: ٤/٥٠.
(٢) أشفى عليه: أشرف عليه، ولا يكاد يقال أشفى إلا فى الشر. النهاية: ٢/٢٢٩.
(٣) فى النهاية: ٢/٩٢: فى حديث بن زمل: لم تر عينى مثله قط يرف رفيفًا يقطر نداه: يقال للشىء إذا كثر ماؤه من النعمة والغضاضة حتى يكاد يهتر. رف يرف رفيفًا.
(٤) فى الأصل المخطوط: «فأتى لهما من علمه» . خلافًا للطبرانى؛ وفى النهاية: ٢/٨٧: فى حديث بن زمل: فكأنى بالرعلة الأولى حين أشفوا على المرج كبروا، ثم جاءت الرعلة الثانية، ثم جاءت الرعلة الثالثة. يقال للقطعة من الفرسان رعلة. ولجماعة الخيل رعيل.
(٥) عظم الناس: معظمهم. النهاية: ٣/١٠٨.
(٦) غير واضحة بالأصل ومختلفة الضبط فى المراجع.
(٧) يفرع الناس طولاً: أى يطولهم ويعلوهم. النهاية: ٣/١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>