للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٤٨٥ - وقال البغوى: حدثنا داود بن رشيدٍ، حدثنا مكى بن إبراهيم، عن الصلت بن دينار، عن أبى نضرة، عن جابر مرفوعًا: «مَنْ أَرَادَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى شَهِيدٍ يَمْشِى عَلَى رِجْلَيْهِ فَلْيَنْظُر إلى طَلْحَة بنِ عُبَيْدِ الله.

ولما قتل يوم الجمل فى العاشر من جمادى الآخرة سنة ست وثلاثين رماه رجل (١) فى ركبته، فانتظم مع ساقه بطن الفرس، فجمع به، فجعل يقول: إلى عباد الله، فأنزل عنه، فمات فى المعركة، وجاء علىِّ بعد الواقعة فجعل يمسح التراب عن وجهه، وجعل يقول: يعز على أبا محمد أن أراك مجدلاً تحت نجوم السماء، ثم قال: إلى أشكو عجرى وبجرى (٢) .

ثم دفن هناك، ثم لما قدمت ابنته: عائشة البصرة رآه رجل فى المنام، فشكا إليه نداوة قبره، فنطروه بعد نيف وثلاثين سنة، فما وجدوا قد تغير فيه سوى شعيرات من لحيته أكرمه الله وأرضاه، ورضى عنه، ودفن بالبصرة فى قبر اشترى له بها (٣) .

روى عنه بنوه: إسحاق، وعمران، وعيسى، ومحمد، وموسى، ويحيى، وإبراهيم بن الحارث (٤) ، وجابر بن عبد الله، والحارث بن عبد الرحمن (٥) ، وربيعة بن الهدير، وعامر الشعبى- ولم يسمع منه-،


(١) فى الخبر الذى أورده ابن الأثير أن الذى رماه فى ركبته هو مروان بن الحكم. أسد الغابة: ٣/٨٨.
(٢) عجرى وبجرى: همومى وأحزانى. النهاية: ١/٦٠.
(٣) فى خبر سعد قال: اشتروا دارًا من دور أبى بكرة فدفنوه بها، الطبقات الكبرى: ٣/١٥٩.
(٤) لم يرد ذكره فيمن روى عنه، مع أن المصنف أشفع ذكره بقوله، وقد تقدم على الجميع، يراجع تهذيب التهذيب: ٥/٢٠.
(٥) الحارث بن عبد الرحمن بن عبد الله بن سعد أرسل عن طلحة. تهذيب التهذيب: ٢/١٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>