للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

٥٩٣٠ - حدثنا عبد الرزاق، حدثنا معمر، عن الزهرى، أخبرنى كثير بن عباس بن عبد المطلب، عن أبيه العباس، قال: شهدت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُنَيْنًا، قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا أنا، وأبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب، فلزمنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فلم نفارقه، وهو على بغلة شهباء- وربما قال معمر: بيضاء- أهداها له فروة بن نعامة الجذامى، فلما التقى المسلمون والكفار ولى المسلمون مدبرين، وطفق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يركض بغلته قبل الكفار.

قال العباس: وأنا آخذ بلجام بغلة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أكفها، وهو لا يألو ما أسرع نحو المشركين، وأبو سفيان بن الحارث آخذ بغرز (١) رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «يَا عَبَّاسُ نَادِيَا أَصْحَابَ السَّمُرَةِ» (٢) ، قال: وكنت رجلاً صيتًا، فقلت بأعلى صوتى: يا أصحاب السمرة، قال: فوا الله لكان عطفتهم حين سمعوا صوتى عطفة البقر على أولادها، / فقالوأ: يا لبيك يا لبيك، وأقبل المسلمون، فاقتتلوا هم والكفار، فنادت الأنصار يقولون: يا معشر الأنصار، ثم قصرت الدعوات على بنى


(١) الفرز: هو الكور مثل الركاب للسرج. النهاية: ٣/١٥٨.
(٢) السمرة: هى الشجرة التى كانت عندها بيعة الرضوان عام الحديبية. النهاية: ٢/١٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>