للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لكم، فقلت: والله ليسير ما سألت، ثم أخذت برمته حتى وقفته عليهم فقال: اسلمى حبيش ـ على نفد من العيش (١) .

أريتك إذ طالبتكم فوجدتكم ... بحلية أو ألفيتكم بالخوانق (٢)

ألم يك حقًا أن ينول عاشق ... تكلف إدلاج السرى والودائق (٣)

فلا ذنب لى إذ قلت إذ أهلنا معًا ... أثيبى بود قبل إحدى الصفائق

أثيبى بود قبل أن تشحط النوى ... وينأى الأمير بالحبيب المفارق

فإنى لا سر لدى أضعته ... ولا راق عينى بعد وجهك رائق

على أن ما ناب العشيرة شاغل ... على اللهو إلا أن يكون بوائق

فقالت

وأنت فحييت سبعًا وعشرًا ... وترًا وثمانيًا تترى

ثم انصرفت، فضربت عنقه.

قال ابن إسحاق: فحدثنى أبو فراس/ بن أبى سنبلة الأسلمى، عن أشياخ منهم عمن كان حضرها منهم.

قالوا: فقامت إليه حين ضربت عنقه، فأكبت عليه، فما زالت تقبله حتى ماتت عليه. رواه أبو نعيم (٤) .


(١) النفد: مصدر نفد إذا فنى، وهو النفاد، وحبيش مرخم من حبيشة. الروض الأنف.
(٢) حلية والخوانق: موضعان. الروض الأنف.
(٣) الودائق: جمع وديقة، وهو شدة الحر فى الظهيرة، سميت بذلك من الودق لأن فى ذلك الوقت يسيل لعاب الشمس، وتراه العين كالسراب ونحوه. الروض الأنف.
(٤) الخبر أخرجه ابن هشام بهذا السند عن ابن إسحاق، فى سياق الخبر عن مسير خالد بن الوليد بعد الفتح إلى بنى جذيمة من كنانة. وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بعث السرايا حول مكة تدعو إلى الله عز وجل، ولم يأمرهم بقتال، وكان ممن بعثه خالد بن الوليد، وأمره أن يسير بأسفل تهامة داعيًا، ولم يبعثه مقاتلاً، فوطئ جذيمة فأصاب منهم. السيرة لابن هشام مع الروض الأنف: ٤/١١١. وقد أفرد السهيلى فى الروض الأنف فصلاً لتفسير غريب هذا الخبر، وساق خبرًا عن النسائى مشابهًا لهذا الخبر، وأورد فيه أن النبى - صلى الله عليه وسلم - قال لهم لما سمع القصة: «أما كان فيكم رجل رحيم» . الروض الآنف للسهيلى: ٤/١٢١.

<<  <  ج: ص:  >  >>