للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه الجنابة، فقتل، فرآه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، والملائكة تغسله، فقال: «سَلُوا أَهْلَهُ» فذكرت أنه خرج وعليه الجنابة، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن الشهيد يغسل إن كان عليه (١) من هذا. الحديث.

وكان عبد الله هذا من سادات المسلمين صوامًا قوامًا لا ينام من الليل إلا قليلاً، ولم يكن له فراش إنما كان إذا أعيا من الصلاة استلقى على أحد جنبيه وتوسد ذراعيه ـ رحمه الله ـ، ولما قدم على يزيد بن معاوية بمن كان معه من أهل المدينة فرأوا ما كان يزيد يعانيه من اللعب واللهو والمنكرات رجعوا إلى المدينة، فخلعوه، وبايعوا عبد الله ابن الزبير (٢) فأرسل إليهم يزيد جيشًا مع مسلم بن عقبة، فقاتلهم مسلم ابن عقبة، وقاتلوه، /فقتل من الفريقين خلق كثير، وقتل عبد الله بعدما قتل بين يديه خلق منهم ثمانية من ولده، ثم قتل بعد ذلك، ورجع الناس إلى بيعة يزيد قهرًا (٣) ، وكانت وقعة الحرة هذه يوم الأربعاء لثلاث بقين من ذى الحجة سنة ثلاث وستين، وقد رآه بعض السلف بعد مقتله بليال فى حال حسنة، وذكر أن الله أدخله الجنة، ومن قتل معه، رحمه الله ورضى عنه وأرضاه.

(حَديِثٌ آخَرُ عَنْهُ)


(١) روى عن سعيد بن المسيب أنه قال: يغسل الميت، لأن كل ميت يجنب فيجب غسله. حكاه ابن المنذر، وبه قال الحسن البصرى، وحكى عن ابن سريج من الشافعية وعن غيره، وقيل يغسل للجنابة لا بنية غسل الميت لما روى من قصة حنظلة الراهب أن الملائكة غسلته يوم أحد لما استشهد وهو جنب. فتح البارى: ٣/٢١٢.
(٢) فى المخطوطة: «عبد الله بن حنظلة» . وما أثبتناه من أسد الغابة.
(٣) يرجع إلى أخبار هذه الوقعة فى أحداث سنة ثلاث وستين من تاريخ الطبرى: ٥/٤٨٢ وما بعدها.

<<  <  ج: ص:  >  >>