للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

الإسلام، ونبيي محمد - صلى الله عليه وسلم -. فيقول له صدقت] (١) .

ثم يأتيه آتٍ حسن الوجه طيب الريح حسن الثياب، فيقول أبشر بركامةٍ من الله ونعيم مقيم، فيقول: وأنت فبشَّرَك الله بخيرٍ من أنت؟ فيقول: أنا عملك الصَّالح. أبشرْ كنتَ والله سريعاً في طاعة الله بطيئاً في معصية الله، فجزاك الله خيراً، ثم يفتح له بابٌ من الجنةِ وبابٌ من النار، فيقالُ: هذا منزلك لو عصيت الله أبدلك الله بهِ هذا، فإذا رأى ما في الجنةِ قال: ربِّ عجِّلْ قيام الساعة كيما أرجع إلى أهلي ومالي، فيقالُ له: اسْكُن.

وإن الكافِرُ إذا كان في انقطاع من الدنيا وإقبالٍ من الآخرة نزلت عليه ملائكةٌ غلاظٌ شدادٌ فانتزعوا رُوحهُ كما ينتزع السفُّود الكثير الشعب من الصوف المبلول، وتنزعُ نفسهُ من العُروق فيلعنهُ كلُّ ملكٍ بين السماء والأرض، وكل ملائكة في السماء وتغلق أبواب السماءِ وليس من أهلِ بابٍ إلا وهُم يدعون الله أن لا يُعرج بروحه من قبلهم، فإذا عرج بروحه قالوا: ربِّ عبدك فلان. قال: أرجعوهُ فإني عهدتُ إليهم أنِّي منها خلقتُهم وفيها أعيدهُم ومنها أخرجُهم تارة أخرى. قال: فإنَّهُ ليسمع خفق نعالِ أصحابهِ إذا ولَّوا [عنه] (٢) قال: فيأتيهِ آتٍ فيقول: من ربُّك وما دينُكَ، ومن نبيكَ؟ فيقول: لا أدري؟ فيقولُ: لا دريت، ولا تلوت، فيأتيه آتٍ قبيح الوجه قبيح الثياب مُنتن الريح فيقول: أبشر بهوانٍ من الله وعذاب مُقيم. فيقول: ومن أنتَ؟ فبشرك الله بالشر. فيقول: أنا علمك الخبيث كُنت بطيئاً في طاعة الله سريعاً في معصية الله، فجزاك الله شراً، ثم يُقيَّضُ له أعمى أصمَّ أبكم في يده مرزبة لو ضُرب بها جبلٌ كان تُراباً، فيضربُه ضربةً، فيصير تراباً، ثم يُعيدهُ الله كما كان، ثم


(١) مابين المعكوفين سقط من الأصل، وأثبتناه من المسند وبه يستقيم السياق. انظر المسند: ٤/٢٩٦.
(٢) مابين المعكوفين زدناه من لفظ المسند: ٤/١٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>