للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

عبد عمرو، وقيل عبد الكعبة، فسماه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عبد الرحمن، وهاجر إلى الحبشة، ثم إلى مكة، ثم إلى المدينة، وشهد بدرًا، وأحدًا، وما بعد ذلك من المشاهد كلها، وأبلى يوم أحد بلاء حسنًا، وجرح يومئذٍ (١) عشرين جراحة منها واحد فى رجلة فعرج منها، وهشم فى ثنيته فسقطتا، وقد كانا قبل ذلك كله يجرجان شفته من طولهما.

وكان حسنا ابيض مشربا بحمرة رقيق البشرة حسن الوجه طويلا فيه حياء، وكان أحد العشرة المبشرين بالجنة، واحد الثمانية الذين لم يكن اسلم أحد قبلهم وأحد الستة أصحاب الشورى، ثم خلص الأمر إليه عثمان وعلى لينظر أصلحهما للأمة، فمكث ثلاث ليال بأيامهما فشاور الناس وسبرهم حتى سأل النساء، وذوات الخدور، والصبيان فى المكاتب، فلم يرهم يعدلون بعثمان أحداً، فبايعه، وقدمه على على، فبايعه المسلمون أجمعون وعلى معهم، رضى الله عنه وعنهم (٢) .

وقد تصدق فى وقتٍ بأربعين ألف دينارٍ، وفى وقت بأربعمائة راحلةٍ بما عليها من المتاجر والبضائع حين أخبر بحديث: أنه «يدخل الجنة حبوًا» .

وجهز خمسمائة فرس فى سبيل الله، ثم حمل على خمسمائة (٣) راحلةٍ، ومع هذا خلف مالاً جزيلاً، وورثت كل امرأةٍ من أربع بربع ثمنها ثمانين ألفاً، هذا ولم يل عمالة قط، وإنما كان من المتاجر، والمغانم.


(١) فى أسد الغابة: «إحدى وعشرين جراحة» .
(٢) يراجع تاريخ الطبرى (قصة الشورى) : ٤/٢٢٧.
(٣) فى المخطوطة: «ثم الفا وخمسمائة» . والتصويب من أسد الغابة: ٣/٤٨٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>