للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

«عُزَّابُكُمْ أَبَاءَ لِلشَّيَاطِينِ تَمَرَّسُونَ (١) . مَا لَهُمْ فِى نَفْسِى سِلَاحُ أَبْلَغُ فى الصَّالِحِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ إِلا الْمُتَزَوِّجُونَ، أُولَئِكَ [المطهرون] الْمُبَرَّؤُونَ مِنَ الْخَنَا. وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ إِنَّهُنَّ صَوَاحِبُ دَاوُدَ، وَصَوَاحِبُ أَيُّوبَ، وَصَوَاحِبُ يُوسُفَ، وَصَوَاحِبُ كُرْسُفَ» .

قال: فقال: ما كرسف يا رسول الله؟ قال «رَجُلٌ كَانَ فى بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى سَاحِلٍ مِنْ سَوَاحِلِ الْبَحْرِ يَصُومُ النَّهَارَ، وَيَقُومُ اللَّيْلَ، لايَفْتُرُ مِنْ صِيَامٍ وَلاصَلَاةٍ، ثُمَّ كفر بَعْدَ ذَلِكَ بِاللهِ الْعَظِيمِ فى سَبَبِ امْرَأةٍ عَشِقَهَا، فَتَرَكَ مَا كَانَ عَلَيِهِ مِنْ عِبَادةِِ [رَبِّهِ] عَزّ وَجَلّ، فَتَدَارَكَهُ اللهُ بِمَا سَلَفَ [مِنْهُ] فَتَابَ عَلَيْهِ. وَيْحَكَ يَا عَكَّافُ تَزَوَّجْ، فَإِنَّكَ مِنَ الْمُذْنِبِينَ» .

فقال عكاف: لا أتزوج يا رسول الله حتى/ تزوجنى من شئت. فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «قَدْ زَوَّجْتَكَ عَلَى اسْم اللهِ وَالْبَرَكَةِ كَرِيمَةَ بِنْتِ كُلْثُومٍ الْحِمْيَرِىِّ» (٢)

وقد رواه أبو نعيم عن محمد بن أحمد بن حمدان، عن الحسن ابن سفيان، حدثنا على بن حجر، حدثنا إبراهيم بن مطهر الفهرى، عن أبى مطيع الشامى، عن مكحول، عن عطية بن بسر. قال: دخل


(١) تمرسون: قال فى خبر آخر: إن من اقتراب الساعة أن يتمرس الرجل بدينه كما يتمرس البعير بالشجرة، أى يتلعب بدينه ويعبث به كما يعبث البعير بالشجرة ويتحكك بها، والترمس شدة الإلتواء، وقيل: أراد أن يمارس الفتن ويشادها فيفر بدينه، ولا ينفعه غلوه فيه، كما أن الأجرب إذا تحكك فى الشجرة أدمته ولم تبرئه من جربه. النهاية: ٤/٨٩.
(٢) مسند أبى يعلى: ١٢/٢٦٠؛ وقال الهيثمى: رواه أبو يعلى والطبرانى وفيه معاوية بن يحيى الصدقى وهو ضعيف، مجمع الزوائد: ٤/٢٥٠؛ وأورده ابن حبان من منكرات معاوية بن يحيى وقال: منكر الحديث جدا كان يشترى الكتب ويحدث بها، المجروحين: ٣/٣؛ وقال العقيلى: عطية بن يسر عن عكاف بن وداعة لا يتابع عليه، وأورد الخبر: الضعفاء الكبير؛ وما بين المعكوفات استكمال من أبى يعلى: ٣/٣٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>