للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وقد ذكر ابن إسحاق وغيره أنه كان له حين هاجر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى المدينة صنم يعبده فكان بنوه وشباب ممن أسلموا يعدون على صنمه ذلك فيلقونه منكسًا فى القاذورات فيأتى إليه فينظفه، ثم ينصبه موضعه، ثم يعدون عليه كذلك، فقرن معه سيفًا، وقال له: انتصر، فأخذوا السيف، وقرنوه بجرو كلبٍ، وعلقوه منكوسًا، فجاء فوجده كذلك، فألقى الله فى/ قلبه الرشد ولأمه رجال من قومه، فأسلم عند ذلك، وقال فى ذلك:

بالله لو كنت إلهًا لم تكن ... أنت وكلب وسط بئر فى قرن

أف لمصرعك إلهًا مستدن (١) ... الآن فتشناك عن سوء الغبن (٢)

فالحمد لله العلى ذى المنن ... الواهب الرزاق ديان الدين (٣)

هو الذى أنقذنى من قبل أن ... أكون فى ظلمة قبر مرتهن


(١) مستدن: من السدانة وهى خيمة البيت وتعظيمه. الروض الآنف: ٢/٢١٤.
(٢) الغبن: فى الرأى، يقال غبن رأيه كما يقال سفه نفسه، المصدر السابق.
(٣) الدين: جمع دينه وهى العادة، ويجوز أن يكون أراد بالدين الأديان، المصدر السابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>