٨٢٨٤ - حدثنا على بن إسحاق، أنبأنا عبد الله- يعنى ابن المبارك-، أنبانا ابن لهيعة، حدثى يزيد بن أبى حبيب: أن عبد الرحمن بن شماسة حدثه. قال: لما حضرت عمرو بن العاص الوفاة بكى، فقال له ابنه عبد الله: لم تبكى أجزعا على الموت؟ قال: لا والله، ولكن مما بعد، فقال له: قد كنت على خير، فجعل يذكره صحبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفتوحه الشام، فقال عمرو: تركت افضل من ذلك كله: شهادة أن لا إله إلا الله.
إنى كنت على ثلاثة أطباق ليس فيها طبق إلا قد عرفت نفسى فيه: كنت أول شىء كافرا، وكنت أشد الناس على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فلو مت حينئذ وجبت لى النار.
فلما بايعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كنت أشد [الناس] حياء منه، فما ملأت
عينى من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا راجعته فيما أريد حتى لحق بالله عز وجل حياء [منه] فلو مت يومئذ، قال الناس: هنيئا لعمرو أسلم وكان/ على خير فمات فرجى له الجنة.