للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فقلت له: من معك على هذا؟ قال: «حُرٌ وَعَبْدٌ» أَوْ: «عَبْدٌ وَحُرٌ» وإذا معه أبو بكر [بن أبى قحافة] وبلال مولى لأبى بكر. قلت: إنى متبعك. قال: «إِنَّكَ لَا تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا، فَإِذَا سَمِعْتَ بِى قَدْ ظَهَرْتُ، فَالْحَقْ بِى» . قال: فرجعت إلى أهلى، وقد أسلمت.

فخرج رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مهاجرًا إلىالمدينة فجعلت أتخبر (١) الأخبار حتى جاء رَكَبَةٌ (٢) من يثرب. فقلت: ما هذا المكى الذى آتاكم؟ قالوا: أراد قومه قتله فلم يستطيعوا ذلك، وحيل بينهم وبينه وتركنا الناس سراعًا.

قال عمرو بن عبسة، فركبت راحلتى حتى قدمت المدينة، فدخلت عليه، فقلت: يا رسول الله أتعرفنى؟ فقال: نَعَمْ» . أَلَسْتَ أَنْتَ الَّذِى أَتَيْتَنِى بِمَكَّةَ؟» قال: قلت: بلى. فقلت: يا رسول الله علمنى مما علمك الله وأجهل. قال: «إِذَا صَلَّيْتَ الصُّبْحَ فَاقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى/ تَطْلُعَ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتْ، فَلا تُصلِّ حَتَّى تَرْتَفِعَ، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعَ بِيْنِ قِرْنِىْ شَيْطَانٍ، وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ، فَإِذَا ارْتَفَعَتْ قِيدَ رُمْحٍ أَوْ رُمْحَيْنِ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى يَسْتَقِلَّ الرُّمْحُ بِالظِّلِّ، ثُمّ اقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ، فَإِنَّهَا حِينَئِذٍ تُسْجَرُ جَهَنَّمُ، فَإِذَا فَاءَ الْفَىْءُ فَصَلِّ، فَإِنَّ الصَّلاةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ، حَتَّى تُصَلِّىَ الْعَصْرَ، فَإِذَا صَلَّيْتَ الْعَصْرَ فَاقْصِرْ عَنِ الصَّلاةِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْشُ، فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ» .

قلت: يا نبى الله أخبرنى عن الوضوء. قال: «مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ ثُمّ يَتَوَضَّأَ وَيَسْتَنْشِقُ وَيَنْتَثِرُ إلا خَرَجَتْ (٣) خَطَايَاهُ مِنْ


(١) أتخبر الأخبار: أتعرف الأخبار. تراجع النهاية: ١/٢٧٩.
(٢) الركبة بالتحريك: أقل من الركب. اللسان: ٤/١٧١٣.
(٣) فى الأصول: «حرث» وما أثبتناه من المسند. ولفظ مسلم: «حرث» .

<<  <  ج: ص:  >  >>