قتل ابن أخيه ولداً لقيس، فلما بلغه الخبر لم يحل حبوته ولاقطع كلامه، فلما أتمه قال له: ياابن أخي أثمت [بربك] وقطعت رحمك، وقللت عددك، [وقتلت ابن عمك] ، ورميت نفسك بسهمك،
ثم قال لابنه له: قم يابني فحل وثاق ابن عمك، ووار أخاك، وسق إلى أمك مائةً من الإبل دية ابنها، فإنها غريبة.
وكان ممن حرم الخمر على نفسه في الجاهلية، وقال في ذلك:
رأيت الخمر صالحةً وفيها ... خصال تفسد الرجل الحليما
فلا والله أشربها صحيحاً ... ولا أشفي بها أبداً سقيما
ولا أعطي بها ثمناً حياتي ... ولا أدعو لها ابداً نديما
فإن الخمر تفضح شاربيها ... وتجنيهم بها الأمر العظيما
ولما وفد مع بني تميم إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:((هذا سيد اهل الوبر)) . فقال قيس: يارسول الله إني وأدت ثلاث عشرة ابنةً، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أعتق عن كل واحدةٍ نسمةً)) .
ولما حضره الموت أوصى أن لايناح عليه، وخلف اثنين وثلاثين ذكراً.
قال النضر بن شميل: وقد رثاء عبدة بن الطبيب:
عليك سلام الله قيس بن عاصم ... ورحمته ماشاء أن يترحما
تحية من أوليته منك نعمةً ... إذا زار عن شحط بلادك سلماً
فما كان قيس هلكه هلك واحدٍ ... ولكنه بنيان قوم تهدما