فقال له ابن الزبير: إليك أبا ليلى، فإن الشعر أهون وسائلك عندنا. أما صفوة مالنا فلآل الزبير، وأما عفوه فإن بني أسد تشغلنا عنك وتيماً.
ولكن لك في مال الله حقان: حق لرويتك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وحق لشركتك أهل الإسلام في فيئهم، ثم أمر به فأدخل دار النعم، وأمر له بقلائص سبع، وحمل وخيل، وأوقر له الركاب براً وتمراً.
فجعل النابغة الجعدي يستعجل ويأكل الحب صرفاً، فقال ابن الزبير: ويح أبي ليلى لقد بلغ به الجهد، فقال النابغة: أشهد لقد سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول:
((ما وليت قريش فعدلت، واسترحمت فرحمت، وعاهدت فوفت، ووعدت فانجزت إلا كنت أنا والنبيون فراط القاصفين)) .
قال الزبير بن بكار: كتب يحيى بن معين عن أخي هذا الحديث، ورواه أبو نعيم، عن الطبراني، عن الحسين بن القهم البغدادي، عن هارون بن أبي بكر الزبيري (١) .
(حديث آخر)
(١) الحديث أخرجه بطوله الطبراني في الكبير، ١٨/٣٦٤؛ قال الهيثمي بن إبراهيم، ١٠/٢٥: وفيه راوٍ لم أعرفه ورجاله مختلف فيهم.