وغيرهم، قالوا: لما كان يوم بدر، قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من لقي منكم أبا البختري فلايقتله)) ، قالوا: لأنه كان أكفَّ القوم على المسلمين بمكة، وكان ممن سعى في نقض الصحيفة، قالوا: فلقيه المجذر بن زياد البكري، فقال له: يا أبا البختري إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهانا عن قتلك، فقال: والله لاتتحدث نساء قريش إني تركت زميلي حرصاً على الحياة، ثم أنشأ وهو ينازله، يقول:
... كل أكيل مانع أكيله ... حتى يموت أو يرى سبيله
فتقاتلا فقتله المجذر ثم جاء فقال: والذي بعثك بالحق يارسول الله: لقد جهدت على أن يستأسر فأبى.
ثم قتل المجذر بن زياد يوم أحد شهيداً. قتله الحارث بن سويد بن الصامت، بأنه ضربه من خلف حين جال المسلمون يوم أحد فقتله غيلة وارتد عن الإسلام ولحق بمكة كافراً، فلم فتح رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مكة جاء مسلماً، فأمر بقتله بالمجذر بن زياد، قالوا: وكان جبريل أخبر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بقتله إياه وأمره بقتله به (١) .