ثم لقيته عليه السلام فرح بى وأنى مجلسى وبسط لى رداءه، فأجلسنى عليه، ثم دعا فى الناس فاجتمعوا عليه، ثم صعد المنبر وأصعدنى، فقال:«يا أيها الناس هذا وائل بن حجر، أتاكم من بلاد بعيدة بلاد حضرموت طائعا غير مكره بقية أبناء الملوك، بارك الله فيك يا وائل وفى ولدك وفى ولد ولدك» ، ثم نزل وأنزلنى معه أنزلنى منزلا وذكر أنه كتب له ثلاثة كتب وأرسل معه معاوية فذكر قصة معاوية فى سؤاله: ان يركب، فقلت: لست من أرداف الملوك وأخشى إن أظهرتك، فقال: أعطنى نعليك، فقلت: لست ممن يكسى بثياب الملوك، وأخشى أن أعبر بك، ثم ذكر قدومه على معاوية وهو خليفة وإكرامه له بما يطول، وفى الكتاب:«بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى وائل بن حجر والأقوال العياهل من حضرموت: بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، لا جلب ولا جنب ولا شغار ولا وارط فى الإسلام، وكل مسكر حرام، ولكل عشرة من السرايا ما يحمل من القراب من التمر» . قال: فلما ملك معاوية بعث رجلا من قريش يقال له بشر بن أرطأة، فقال له: قد ضممت إليك الناحية فأخرج بجيشك فإذا خلفت أفواه الشام فضع سيفك وأقتل من أبى بيعتى حتى تصير إلى المدينة ثم أدخل المدينة فأقتل من أبى بيعتى، ثم أدخل إلى حضرموت فأقتل من أبى بيعتى، وإن أصبت وائل ابن حجر فائتنى به، ففعل وأصاب وائلا حيا فجاء به إليه فأمر معاوية أن يلتقى وأذن له فأجلسه معه على سريره، فقال له معاوية: إيش ترى هذا أفضل أم ظهر ناقتك؟ فقلت: يا أمير المؤمنين، كنت حديث عهد بجاهلية وكفر وكانت تلك سيرة الجاهلية، وقد جاء الله بالإسلام فسيرة الإسلام ما فعلت. قال: فما منعك من نصرنا وقد اتخذك عثمان ثقة وصهرا؟ فقلت: إنك قاتلت رجلا هو أحق بعثمان منك.