تزوج امرأة يقال لها أم قتال ابنة أبى الفيض فولدت له غلاما بمكة فاسترضعته فحملت ذلك الغلام مع امه فناولتها إياه فلكأنى نظرت إلى قدميك. قال: فكشف عبيد الله وجهه، ثم قال: الا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال: نعم، إن حمزة قتل طعيمة بن العدى بن الخيار ببدر، فقال لى مولاى جبير بن مطعم: إن قتلت حمزة- يعنى- فأنت حر، فلما خرج الناس يوم عينين، قال: وعينين جبيل تحت أحد وبينه وبينه واد، خرجت مع الناس إلى القتال فلما إن اصطفوا للقتال قال: خرج سباع فقال: من يبارز؟ قال: فخرج إليه حمزة بن عبد المطلب، فقال: يا سباع يا ابن أم أنمار يا ابن مقطعة البظور اتحاد الله ورسوله، ثم شد عليه فكان كأمس الذاهب. قال: وأكمنت لحمزة تحت صخرة حتى إذا مر على فلما أن دنا منى رميته بحريتى فأضعها فى ثنيته حتى خرجت من بين وركيه. قال: وكان ذلك العهد به. قال: فلما رجع الناس رجعت معهم. قال: فأقمت بمكة حتى نشأ فيها الإسلام ثم خرجت إلى الطائف. قال: فأرسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: وقيل له إنه لا يهيج الرسل. قال: فخرجت معهم حتى قدمت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -. قال: فلما رآنى قال: «أنت وحشى؟» قال: قلت: نعم.
قال:«أنت قتلت حمزة؟» قال: قلت: قد كان من الأمر ما بلغك يا رسول الله، إذ قال:«ما تستطيع أن تغيب عنى وجهك؟» قال: فرجعت فلما توفى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخرج مسيلمة الكذاب قال: قلت أخرجن إلى مسيلمة لعلى أقتله فأكافىء به حمزة، فخرجت مع الناس وكان من أمرهم ما كان. قال: فإذا رجل قائم فى ظهر جدار كأنه جمل أورق ثائر رأسه. قال: فأرميته بحريتى فأضعها بين ثدييه حتى خرجت من بين كتفيه. قال: ودب إليه رجل من الأنصار، قال: فضربه بالسيف على هامته.