للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

من شدة البكاء منه، وممن سمعهُ من المسلمين، تذكروا أيام رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.

وكان ممن شهد بدراً، وأحداً، والخندق، وبيعة الرضوانِ، وما بعد ذلك، وكان شديد الأُدمةِ نحيفاً طُوالاً أحنى (١) كثير الشعر، وكان لا يُغير شيبهُ، وكان في عُمرِ أبي بكرٍ، وكانت وفاتهُ سنة عشرين، وقد قارب السبعين، وقيل مات سنة طاعون عمواس سنة سبع عشرة بدمشق، ودُفِن بباب الصغير، وقيل بدار الأربعين (٢) ، وقيل بحلبٍ فالله أعلم.

وفي الصحيح: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يابلالُ دخلتُ الجنةُ فسمعتُ دقَّ نعليك أمامي، فأخبرني بأرجى عملٍ عملتهُ؟ قال: ما توضأتُ إلَاّ صليتُ ركعتين) . في بعض الروايات: (ما أحدثتُ إلَاّ توضأت وما توضأتُ إلا صليتُ ركعتين، قال: فبذاك) (٣) . ورُوي في بعض الأحاديث: (أنه يجئ يوم القيامة بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -

رافعاً صوتهُ بالآذان فإذا قال: أشهدُ أن محمداً رسول الله / صدقه أهلُ الجمع كلهم) . وفضائلهُ كثيرةٌ جداً رضي الله عنه.

قال شيخنا في حديثه روي عنه أبو بكرٍ، وعُمَر، وعليُّ، وابن مسعود، وأبو هريرة، وأبو سعيد الخدري وآخرون من الصحابة والتابعين.

ولنبدأ برواية الأكابر الأربعة عنه، ثم نرتب الرواية عنه على الحروف كالعادة، وبالله التوفيق.

فأما رواية أبي بكر الصديق عن بلال


(١) الأحنى: من يميل أعلى ظهره على صدره.
(٢) في أسد الغابة: على باب الأربعين بحلب.
(٣) روى نحوه مسلم في صحيحه: فضائل الصحابة: من فضائل بلال: ٤/١٩١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>