فوالله ما يلتام لسان أحد أنه شعر! ووالله إنه لصادق، وإنهم لكاذبون، قال: فقلت له: هل أنت كافى حتى انطلق فانظر، قال: نعم وكن من أهل مكة على حذر، فإنهم قد شنقوا له وتجهموا له.
/قال عفان، شيفوا له، وقال بهز: سبقوا له وقال أبو النضر: شفوا له: قال: فانطلقت حتى قدمت مكة فتضعفت رجلاً منهم فقلت: أين هذا الرجل الذى يدعونى صابئ؟! قال: فأشار إليّ قال: الصابئ..!! فمال أهل الوادى بكل مدرة وعظم حتى خررت مغشيًا عليّ فارتفعت حين ارتفعت كأنى نصب أحمر، فأتيت زمزم فشربت من مائها وغسلت عني الدّم فدخلت بين الكعبة وأستارها فبثت بها ـ يا ابن أخى ثلاثين من بين ليلة ويوم، مالى طعام إلا ماء زمزم، فسمنت حتى تكسرت عكن بطنى وما وجدت على كبدى صخفة جوع. قال: فبينما أهل مكة فى ليلة قمراء اصحيان.
وقال عفان: أصحيات، وقال بهز: أصحيان وكذلك قال أبو النضر فضرب الله على أصمخة أهل مكة فما يطوف بالبيت غير امرأتين فأتيا عليّ وهما يدعوان أساف وناءئل، قال: فقلت: انكحوا أحديهما الأخرى فما ثناهما ذلك فقلت: وهن مثل الخشبة غير أني لم أكنى. قال: فانطلقا يولولان ويقولان لو كان ههنا أحد من انفارنا قال: فاستقبلهما رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وأبو بكر وهما هابطان من الجبل فقالا: مالكما؟ قالتا الصابئ بين الكعبة وأستارها قالا: ما قال لكما؟ قالتا: قال لنا كلمة تملأ الفم. قال: فجاء رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو وصاحبه حتى استلما الحجر وطاف بالبيت: ثم صلى. قال: فأتيته فكنت أول من