وكنت أخشى فى لقائك أن تخبرنى أنه لا توبه لى، فقال: أفى الجاهلية؟ قلت نعم: قال: عفا الله عما سلف، ثم عاج برأسه إلى المرأة، فأمر لى بطعام، فالتوت عليه، ثم أمرها فالتوت عليه حتى ارتفعت أصواتهما، قال: أيهن دعينا عنك فإنكن لن تعدون ما قال/ لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال:«المرأة ضلع، فإن ذهبت تقومها تكسرها، وإن تدعها ففيها أود وبلغة» فولت فجاءت بثريدة كأنها قطاة، فقال: كل، ولا أهولنك إنى صائم، ثم قام يصلى فجعل يهذب الركوع ويخفه، ورأيته يتحرى أن أشبع أو أقارب أن أشبع، ثم جاء فوضع يده معى، فقلت: إنا لله وإنا إليه راجعون، فقال: مالك؟ فقلت: من كنت أخشى من الناس أن يكذبنى، فما كنت أخشى أن تكذبنى، قال: لله أبوك إن كذبت كذبة منذ لقيتنى. قال: ألم تخبرنى أنك صائم، وأراك تأكل؟! قال: بلى، إنى صمت ثلاثة أيام من هذا الشهر فوجب لى أجره، وحل لى الطعام معك (١) .
رواه النسائى عن حسين بن حريث عن إسماعيل بن علية به.
(١) أخرجه أحمد ٥/١٥٠-١٥١، والنسائى فى «السنن الكبرى ٥/٣٦٤ رقم٩١٥٢» .