الشاش، فلم تسمع؟ ما تموتين إلا نصرانية؛ فأخبرت أمها بذلك، فأخذتها، وأتت بها إلى الشيخ سراج الدين البلقيني، فحكت له ما جرى، فقال: قول النبي - صلى الله عليه وسلم - حكم، ولكن اذهبي إلى الكنيسة وصلي بها ركعتين، ثم أحضري حتى يتوسل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعل ذلك ينفعها؛ فتوجهت إلى الكنيسة وصلت، ثم خرت ميتة؛ فتركتها والدتها ومضت؛ فأخذتها النصارى ودفنوها عندهم. انتهى كلام العيني.
قلت: نسأل الله حسن الخاتمة بمنه وكرمه. وقد رأيت أنا هذا الشاش المذكور، كان على صفة الحلى التي تحلى به العروس، بل كان أكثر تعباً في تعديله، انتهى.
ودام الملك الظاهر في ملكه إلى أن قدم عليه البريد في تاسع عشر شوال سنة تسع وثمانين وسبعمائة بأن الأمير تمربغا الأفضلي المدعو منطاش نائب ملطية خامر ووافقه القاضي برهان الدين أحمد صاحب سيواس، وقرأ محمد التركماني؛ فصار السلطان يأخذ في هذا الكلام ويعطي، ثم رسم لنواب البلاد الشامية بالتوجه لقتال منطاش.