جماعة للسفر؛ لتتمة خمسمائة مملوك؛ ولهذا تعرف بوقعة الخمسمائة.
وفي يوم الجمعة سابع عشرينه رسم السلطان للأمير بجاس والي باب القلعة أن يتوجه إلى الخليفة المتوكل على الله، وينقله إلى البرج من القلعة، ففعل ذلك، وضيق عليه، ومنع الناس من الدخول إليه، وخوفاً من الناصري أن يدس من يأخذه؛ فإنه شنع عن السلطان بتلك البلاد أموراً أعظمها: خلع الخليفة هذا في البرج ليلة واحدة، ثم أعيد إلى مكانه، ثم رسم الملك الظاهر للأمير الطواشي مقبل الزمام بالتضييق على الأسياد - أولاد السلاطين - ومنع من يتردد إليهم، والفحص عن أحوالهم؛ ففعل ذلك، ثم أرسل السلطان تقليداً على البريد إلى الأمير طغاي تمر القبلائي - أحد أمراء دمشق - بنيابة طرابلس.