وفي خامس ربيع الأول قدم البريد من خليل بن دلغادر يخبر بأن سنقر نائب سيس توجه إلى الناصري، ودخل في طاعته. ثم أنفق السلطان في المماليك برسم السفر نفقة ثانية؛ فإنه كان فرق في الأولى لكل واحد خمسة آلاف درهم فضة، وفي الثانية ألفاً. وهذا سوى الخيل والجمال والسلاح، فإنه فرق في أرباب الجوامك لكل واحد جملين، ولكل اثنين من أرباب الأخباز خمس علائق. ورسم أن يعطى كل مملوك بدمشق مبلغ خمسمائة درهم.
وفي ثالث عشرة قدم البريد بأن ثلاثة عشر من أمراء دمشق خرجوا بمماليكهم إلى حلب، ودخلوا تحت طاعة الناصري. ثم إن السلطان استدعى الخليفة من سجنه، وقام إليه، وتلقاه، وتلطف به، واعتذر إليه مما وقع في حقه، وتحالفا. ومضى الخليفة إلى داره.