ثم رسم السلطان بسفر العسكر؛ فخرجوا في يوم السبت رابع عشر ربيع الأول من سنة إحدى وتسعين وسبعمائة واستقلوا بالمسير حتى وصلوا إلى دمشق في يوم الاثنين سابع شهر ربيع الآخر.
ولما وصلوا إلى دمشق صارت المماليك السلطانية تكثر من الفساد واللهو إلى أن نزل عليهم الأمير يلبغا الناصري يوم السبت تاسع عشر في خان لاجين، خارج دمشق؛ فخرج في يوم الأحد أو الاثنين حادي عشرينه عساكر مصر ودمشق إلى برزة، والتقوا بالناصري على خان لاجين، وقاتلوه قتالاً شديداً، انكسر الناصري فيه مرتين من المماليك السلطانية؛ فعندما تنازلوا في المرة الثالثة؛ قلب الأمير أحمد بن يلبغا رمحه ولحق بعسكر الناصري بمن معه وتبعه الأمير أيدكار العمري الحاجب أيضاً بمن معه؛ ثم الأمير فارس الصرغتمشي؛ والأمير شاهين أمير آخور بمن معهم، ورجعوا قاتلوا العسكر المصري معاونة للناصري، فثبتوا لهم أيضاً ساعة جيدة.
ثم انهزموا؛ فهجم مملوك من عسكر الناصري يقال له يلبغا الزيني الأعور، وضرب الأمير جركس الخليلي بالسيف؛ فقتله، وأخذ سلبه، وترك رمته بالعراء مدة إلى أن كفنته امرأة ودفنته. ثم مدت التراكمين أيديهم ينهبون ويأسرون.