كان والدي رحمه الله مع الأتابك أيتمش، ووقع ما ذكرناه في ترجمة أيتمش وغيره من إنهزامهم وتوجههم إلى الأمير تنم نائب الشام، وعودهم صحبة تنم إلى غزة، وقتالهم مع الملك الناصر فرج والقبض عليهم، ولما قبض على الأنابك أيتمش وعلى تنم، وعلى جماعة أمراء أخر، قبض على والدي أيضاً معهم، قتل منهم من قتل وبقي والدي رحمه الله مدة في حبس دمشق، ثم أفرج عنه وتوجه إلى القدس بطالا، إلى أن ورد تيمور إلى البلاد الحلبية، وخرج الملك الناصر إلى البلاد الشامية، فلما وصل إلى غزة طلب والدي رحمه الله من القدس، ورسم له بنيابة دمشق عوضاً عن الأمير سودون قريب الملك الظاهر برقوق بحكم قبض تيمور عليه وأسره بأيدي الجغتاى، فامتنع والدي رحمه لله من لبس التشريف، وقال: معي رأى اسمعوه منى، فقالوا له: قل، فقال: هذه دمشق بلد عظيم عامر بالخلق والسلاح وأهله داخلهم الرعب لما سمعوا ما وقع لأهل حلب، وأنا إلى نيابتها وأنوجه إليها وأحصن أسوارها وأبراجها وأقاتل تيمور بها أشهرا، وهو لا يطيق أخذها مني في مدة يسيرة، والسلطان يستقر بعسكره في غزة، وفصل الشتاء قد أقبل، فيصير تيمور بيني وبين السلطان إن توجه إلى السلطان صرت أنا خلفه فيصير بين عسكرين فلا ينهض بالظفر،