إلى لقائه لابسين المسوح بأسرهم يبكون يصيحون، ورمة تيمور بين يديه في تابوت أبنوس، والملوك والأمراء وكانفة الناس مشاه، وقد كشفوا رؤوسهم وعليهم ثياب الحداد إلى أن دفنوه على حفيده محمد سلطان بمدرسته، وأقيم عليه العزاء أياما، وقرئت عنده عدة ختمات، وفرقت الصدقات عنه، لا خفف الله عنه، وجعل مأواه سقر، ومدت الأسمطة والحلوات بتلك الهمة العظيمة.
ونشرت أقمشته على قبره، وعلقوا سلاحه وأمتعته علاى الحيطان وحواليه، وكلها ما بين مرصع ومكال ومزركش في تلك القبة العظيمة، وعلقت بالقبة المذكورة قناديل الذهب والفضة، ومن جملتها قنديل من ذهب زنته أربعة الآف مثقال، وهي رطل بالسمرقندى، وهو عشرة أرطال بالدمشقي، وفرشت المدرسة بالبسط الحرير والديباج، ثم نقلت رمته إلى تابوت من فولاذ عمل بشيراز، فصار على قبره إلى الآن، وتحمل إليه النذور من الأعمال البعيدة، ويقصد للتبرك به، لا تقبل الله ممن يفعل ذلك، ويأتي قبره من له حاجة ويدعو عنده، وإذا مر على هذه المدرسة أمير أو جليل خضع ونزل عن فرسه إجلال لقبره لما له في صدورهم من الهيبة.
وكان تيمور صاحب الترجمة لعنه الله طويل القامة، كبير الجبهة، عظيم الهامة، شديد القوة، أبيض اللون مشربا بجمرة، عريض الأكتاف،