والملك العزيز مقيم بالقصر الأبلق من قعلة الجبل، وأمره في إدبار وأمر الأتابك جقمق في استظهار، كل ذلك والأتابك جقمق يظهر الطاعة للملك العزيز يوسف، وانما يستخصم جماعة من المماليك الأشرفية، ويبالغ في الحط عليهم، ثم ترددت الرسل بينهما إلى أن وقع الصلح، على أن يرسل السلطان إلى الأتابك جقمق بأربعة من الخاصكية، فأرسلهم إليه، ويشبك الفقيه الأشرفي الدوادار، وأزبك البواب الأشرفي، فحال وصولهم قبض عليهم الأتابكى جقمق، ثم ركب فرسه من وقته من بيت نوروز في جموعه حتى صار تحت القلعة نزل عن فرسه تجاه باب السلسلة، وقبل الأرض للملك العزيز، ثم ركب وعاد وصحبته الخاصكية الأربعة المقبوض عليهم إلى داره على بركة الفيل، وسكنت الفتنة، ثم بدا للأتابكى جقمق أن يفرج عن هذه الأربعة الخاصكية فأفرج عنهم، وأخلع على كل واحد منهم كاملية مخمل بفرو سمور بمقلب سمور، وأعادهم إلى الملك العزيز، وكثر الكلام بين الطائفتين إلى أن طلع الأتابك جقمق إلى الإسطبل السلطاني، وسكن بالحراقة من باب السلسلة، ثم أمر بنزول المماليك الأشرفية من الأطباق بالقلعة إلى القاهرة بعد أن حلفوا له باطلاعة، وحلف لهم.
واستفحل أمره، وعظم في النفوس، وصارت حرمته تتزايد، وأمره ينمو إلى أن وصل من تجرد من الأمراء إلى البلاد الشامية في حياة الملك الأشرف في يوم الأربعاء خامس شهر ربيع الأول سنة إثنتين وأربعين وثمانمائة، وهم: الأمي قرقماس الشعباني أمير سلاح، والأمير أقبغا التمرازي أمير مجلس، والأمير تمراز القرمشى رأس نوبة النوب، والأمير أركماس الظاهري بالدوادار الكبير، والأمير جانم قريب الملك الأشرف الأمير آخور الكبير، والأمير يشبك السودوني