مرتفع، فشج جبينه، وقبض عليه جكم، وحضر به الأمير نوروز الحافظي وقيده، وأرسله إلى ثغر الإسكندرية، هو وأصحابه من ليلتله، وذلك في يوم لأحد خامس عشر شوال سنة ثلاث وثمانمائة، وأصبح طلع إلى القلعة وخلع عليه بالدوادارية الكبرى، عوضاً عن يشبك المذكور، وتفرق أصحابه إقطاعات أصحاب يشبك.
وعظم جكم في الدولة وهابته الأمراء والأعيان، وحسنت سيرته، وأظهر العدل في الرعية، واستمر على ذلك إلى أن انتمى إليه جماعة من الأمراء، ثم وقع بينه وبين الأمير سودون طاز الأمير آخور وحشة، وأعلم سودون طاز السلطان بأحوالهم فأرسل للسلطان يطلبهم من جكم، فأبى جكم، وركب من الغد بمن معه إلى بركة الحبش، وأقاموا هناك إلى ليلة السبت عاشر شوال من سنة أربع وثمانمائة فأتاهم في اليوم المذكور توروز الحافظي، وسودون طاز من زادة، وتمر بغا المشطوب في نحو ألفي مملوك، وأقاموا جميعاً ببركة الجيش إلى يوم الأربعاء، نزل الملك الناصر فرج إلى الأسطبل السلطاني عند سودون طاز، فأخذه سودون طاز وركب، وسار في جموعه حتى خرج من باب القرافة، وواقع جكم ونوروز فكسرهما، وأسر تمربغا المشطوب، وسودون من زاده، وعلى بن إينال، وأرغز، وفر نوروز وجكم في عدة كبيرة يريدون بلاد الصعيد، وعاد السلطان إلى القلعة منصوراً، وبعث من يومه بإطلاق الأمراء المحبوسين بالإسكندرية، فوصلوا إلى القاهرة في يوم الإثنين تاسع عشر شوال من السنة.