هذا مع علمي أن ببابه أوباش الناس من أقاربه وغيرهم يتناولون من أرباب الحوائج ما يشيع ذكره. غير أن شيخ الإسلام بريء من ذلك، ونعوذ بالله ممن اتهمه بشيء من هذه القاذورات، وحاشى دينه وعقله وصيانته وعفافه من ذلك. وهو خير قاض ولي الديار المصرية ممن رأينا بل وسمعنا.
وسأذكر من ولي من قضاة الحنفية من يوم رتبهم الملك الظاهر بيبرس البندقداري أربع قضاة إلى يومنا هذا. وذلك في سنة ثلاث وستين وستمائة. فأولهم قاضي القضاة معز الدين النعمان بن الحسن إلى أن توفي في سابع عشر شعبان سنة اثنتين وتسعين وستمائة، ثم ولي قاضي القضاة شمس الدين أحمد السروجي. فاستمر إلى أن تسلطن الملك المنصور حسام الدين لاجين عزله وولي قاضي القضاة حسام الدين الرازي، فاستمر إلى أن قتل لاجين، فنقل إلى قضاء دمشق سنة ثمان وتسعين وستمائة، وأعيد شمس الدين السروجي، ثم عزل أول شهر ربيع الآخر سنة عشر وسبعمائة. ثم ولي بعده قاضي القضاة شمس الدين محمد الحريري