معه من الأمراء في لقاء الملك الناصر، فكثر الكلام واختلفت الآراء، حتى قال قرايوسف: كم يكون عسكر السلطان؟ فعرفوه تقريباً ما يكون مقدار ما معه في الأمراء والعساكر، فالتفت إليهم وقال: لا أنتم ولا نحن، لا نطيق ملتقى الملك الناصر، وإن كان ولا بد، فبيتوه حيث هو نازل، وماتم غير ذلك. فأعجب شيخ ويشبك رأيه، وكان وافقه الأمير جكم أيضاً على هذا الرأي.
فنهض شيخ بمن معه من الأمراء من وقته، وركبت الأمراء بمماليكهم وحواشيهم غارة، وهم الجميع، نحو أربعة آلاف نفر، حتى كسبوا الملك الناصر في ليلة الخميس ثالث عشر ذي الحجة من سنة سبع وثمانمائة. فركب الملك الناصر بمن التم عليه من عسكره، وثبت لهم، وتقاتل الفريقان قتالاً شديداً، من بعد عشاء الآخرة إلى بعد نصف الليل. وكان الذي التم على الملك الناصر مقدار ثلث عسكره، فإنهم تشتتوا في الليل يميناً وشمالاً، ولا يدرون أين يتوجهون. ثم إن الملك الناصر انهزم، وعاد إلى نحو القاهرة، حتى طلع قلعة الجبل في أناس قلائل جداً. وقيل إنه ما كان معه خلاف سودون الطيار، وسودون الأشقر على الهجن لا غير.