للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل معناه: فرح بزوال جوعه وعطشه حيث أبيح له الفطر، وهذا الفرح طبيعي وهو السابق للفهم. وقيل أن فرحه بفطره من حيث أنه تمام صومه وخاتمة عبادته وتخفيف من ربه ومعونة على مستقبل صومه (١).

وقوله: وإذا لقي ربه فرح بصومه، أي بجزائه وثوابه وقيل الفرح الذي عند لقاء ربه إما لسروره بربه أو بثواب ربه، على الاحتمالين (٢).

١٠ - خلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك:

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( .. والَّذي نَفْسُ محمد بيده لخلوفُ (٣) فم الصَّائم أطيب عند الله من ريح المسك .. )). أخرجه البخاري ومسلم (٤).

قال بعض أهل العلم في شرح ذلك: لأنها من آثار الصيام فكانت طيبة عند الله سبحانه ومحبوبة له, وهذا دليل على عظيم شأن الصيام عند الله (٥).

١١ - الصوم يزيل الأحقاد والضغائن:

عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

((صوم شهر الصبر وثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وَحَرَ الصدر)) (٦).

ووَحَرَ الصدر: أي غشه أو حقده أو غيظه أو نفاقه بحيث لا يبقى فيه رين أو العداوة أو أشد الغضب (٧).

١٢ - جعل الله تعالى الصيام من الكفارات لعظم أجره:

وذلك مثل: كفارة فدية الأذى، قال تعالى: فَفِدْيَةٌ مِن صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ .. [البقرة: ١٩٦]

وكفارة القتل الخطأ، قال تعالى: فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ .. [النساء: ٩٢]

وكفارة اليمين، قال تعالى: فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ .. [المائدة: ٨٩]

... إلى غير ذلك من الكفارات.


(١) قال ابن حجر: (ولا مانع من الحمل على ما هو أعم مما ذكر، ففرح كل أحد بحسبه لاختلاف مقامات الناس في ذلك فمنهم من يكون فرحه مباحاً وهو الطبيعي ومنهم من يكون مستحباً ... ) ((فتح الباري)) (٤/ ١١٨).
(٢) ((فتح الباري)) (٤/ ١١٨).
(٣) قال ابن عبدالبر: (وخلوف فم الصائم ما يعتريه في آخر النهار من التغير وأكثر ذلك في شدة الحر. ومعنى قوله: لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك؛ يريد أزكى عند الله وأقرب إليه وأرفع عنده من ريح المسك) ((التمهيد)) (١٩/ ٥٧).
(٤) رواه البخاري (١٩٠٤)، ومسلم (١١٥١).
(٥) ((مجموع فتاوى ورسائل العثيمين)) (٢٠/ ٢٠٠).
(٦) رواه البزار كما في ((مجمع الزوائد للهيثمي)) (٣/ ١٩٩)، والمنذري في ((الترغيب والترهيب)) (٢/ ١٣٤). وقال هو والهيثمي: رجاله رجال الصحيح، وحسن إسناده ابن حجر في ((مختصر البزار)) (١/ ٤٠٨).
(٧) ((فيض القدير للمناوي)) (٤/ ٢٧٨)، ((النهاية لابن الأثير)) (مادة: وحر).

<<  <  ج: ص:  >  >>