البرني؟)) قلنا: نعم. فقال:((إنه من خير تمركم وأنفعه لكم)) قال: فرجعنا من رفادتنا تلك فأكثرنا الغرز منه، وعظمت رغبتنا فيه حتى صار أعظم نخلنا وتمرنا البرني، قال: فقال الأشج: يارسول الله، إن أرضنا أرض ثقيلة وخمة، وإذا لم تشرب هذه الأشربة هيجت ألواننا وعظمت بطوننا، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((لاتشربوا في الدباء والحنتم والنقير وليشرب أحدكم في سقاية ثلاث على فيه)) فقال له الأشج: بأبي وأمي يارسول الله، رخص لنا في مثل هذه. وأومأ بكفيه، فقال:((يا أشج، إني إن رخصت لكم في مثل هذه -وأومأ بكفيه هكذا- شربتم في مثل هذه)) وفرج يديه وبسطها -يعني أعظم منها- حتى إذا ثمل أحدكم من شرابه قام إلى ابن عمه فهزر ساقه بالسيف، وكان فيهم رجل قد هزر ساقه بالسيف في شراب اسمه (عضل) . قال: فلما سمعتها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سدلت ثوبي على الضربة في ساقي. وقد أبداها الله لنبيه - صلى الله عليه وسلم - (١) .