٤٨٥٢ - حدثنا يزيد بن هارون، أنبأنا جرير بن حازم، سمعت أبا رجاء العطاردى يُحَدث عن سمرة بن جندب. قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا صلى صلاة الغداة أقبل علينا بوجهه، فقال:«هل رأى أحدٌ مِنْكُم الَّليْلَة رُؤيَا؟» ، فإن كان أحد رأى تلك الليلة رؤيا قصها عليه، فيقول فيها ما شاء أن يقول.
فسألنا يومًا، فقال:«رأى أحدٌ مِنْكُم الَّليْلَة رُؤيَا؟» قال: فقلنا: لا. قال: «لكن أنَا رأيْتُ اللَّيلَةَ رجُلَين أتَيانِى، فأخذا بيدى، فأخرجانى إلى أرض فضاء أو أرض مستوية، فمرَّا بى على رجلٍ، ورجل قائم على رأسه، بيده كلاليب من حديد، فيدخله في شدقه فيشقه حتى يبلغ قفاه، ثم يخرجه، فيدخله في شدقه الآخر، ويلتئم هذا الشدق، فهو يفعل ذلك به. قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق انطلق.
فانطلقت معهما، فإذا رجل مستلق على قفاه، ورجل قائم بيده فهر (١) أو صخرة، فيشدخ بها رأسه، فيتهدى الحجر، فإذا ذهب ليأخذه عاد رأسه كما كان، فيصنع مثل ذلك. قلت: ما هذا؟ قالا: انطلق. فانطلقت معهما، فإذا بيت مبنى على بناء التنور أعلاه ضيق، وأسفله واسع، يوقد تحته نار، فيها رجال ونساء عراة، فإذا أوقدت ارتفعوا حتى يكاد أن يخرجوا، فإذا خمدت رجعوا فيها. قلت: ما هذا؟ قالا لى: انطلق انطلق.
(١) الفهر: الحجر ملء الكف، وقيل هو الحجر مطلقًا. النهاية: ٣/ ٢٢٠.