للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يحمل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على نفسه دخل الناس من ذلك أمر عظيم حتى كادوا أن يهلكوا فلما رأى سهيل أبا جندل قام إليه فضرب وجهه ثم قال: يامحمد لقد لجت القضية بيني وبينك قبل أن يأتيك هذا، قال: ((صدقت)) فقام إليه فأخذ بتلابيبه، قال: وصرخ أبو جندل بأعلا صوته: يامعاشر المسلمين، أتردوني إلى أهل الشرك فتعينوني في ذنبي، قال: فزاد الناس شراً إلى مابهم، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ياأبا جندل، اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجاً ومخرجاً إنا قد عقدنا بيننا وبين القوم صلحاً فأعطيناهم على ذلك وأعطونا عليه عهداً وإنا لن نغدر بهم)) ، قال: فوثب إليه عمر ابن الخطاب مع أبي جندل فجعليمشي إلى جنبه ويقول: ((اصبر يا أبا جندل فإنما هم المشركون وإنما دم أحدهم دم كلب)) ، قال: ويدني قائم السيف منه، قال: يقول: رجوت أن يأخذ السيف فيضرب به أباه، قال: فضن الرجل بأبيه وبعدت القضية فلما فرغنا من الكتاب، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي في الحرم وهو مضطرب، قال: فقام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: ((يا أيها الناس انحروا واحلقوا)) ، قال: فما قام أحد، قال: ثم عاد لمثلها، فما قام رجل ثم عاد لمثلها فما قام رجل فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فدخل على أم سلمة فقال: ((ياأم سلمة ماشأن الناس؟)) ، قالت: يارسول الله قد دخلهم ماقد رأيت فلاتكلمن إنساناً واعمد إلى هديك حيث كان فانحره واحلق فلو قد فعلت ذلك فعل الناس ذلك، فخرج

رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لايكلم أحداً حتى أتى هديه فنحره ثم جلس فحلق ثم قام الناس ينحرون ويحلقون، قال: حتى إذا كان بين مكة والمدينة في وسط الطريق نزلت سورة الفتح (١) .


(١) المسند، ٤/٣٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>