للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بأنَّ (١) حركاته الظاهرة والباطنة وخواطرَه وإراداته (٢) وجميعَ أحواله ظاهرةٌ مكشوفةٌ لديه (٣)، علانيةٌ له، باديةٌ له (٤) لا يخفى عليه منها شيء.

وكذلك إذا أشعرَ قلبَه صفةَ سمعِه تبارك وتعالى لأصوات عباده على اختلافها وجهرها وخفائها، وسواءٌ عنده من أسرَّ القولَ ومن جهرَ به، لا يشغله جَهْرُ من جَهَرَ عن سمعه لِصوت مَن أسرَّ، ولا يشغله سمعٌ عن سمعٍ، ولا تُغلّطه الأصواتُ على كثرتها واختلافها واجتماعها، بل (٥) هي عنده كلها كصوت واحد، كما أنَّ خلقَ الخلق جميعِهم وبعثَهم عنده بمنزلة نفس واحدة.

وكذلك إذا شهد معنى اسمه "البصير" جلَّ جلاله الذي يرى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصمَّاءِ في حِنْدِس الظلماء، ويرى تفاصيلَ خلقِ الذرَّة الصغيرة ومخّها وعروقها ولحمها وحركتها، ويرى مدَّ البعوضة جناحها في ظلمة الليل، وأعطى هذا المشهد حقَّه من العبودية، فحرَسَ حركاته وسكناته (٦)، وتيقَّن أنَّها بمرأى منه تبارك وتعالى ومشاهدةٍ لا يغيب عنه منها (٧) شيء.


(١) "ك، ط": "عَلِمَ أنَّ".
(٢) "ك، ط": "وإرادته".
(٣) "ن": "لربه".
(٤) "له" ساقط من "ك، ط".
(٥) "بل" ساقط من "ف، ن".
(٦) "ط": "يحرس حركاتها وسكناتها".
(٧) "منها" ساقط من "ط" واستدرك في القطرية.