للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإذا استقبلَ أحدهم مرحلةَ يومه استقبلها بالطهور التامّ والصلاة التامّة في وقتها، بأركانها وواجباتها وشرائطها؛ ثُمَّ ينصرف منها إلى مباحاته ومعيشته وتصرفاته التي أذنَ اللَّه له (١) فيها مشتغلًا بها، قائمًا بأعبائها (٢)، مؤديًا واجبَ الربِّ فيها، غير متفرِّغ لنوافل العبادات وأوراد الأذكارِ والتوجه.

فإذا حضرت الفريضة الأخرى بادر إليها كذلك، فإذا أكملها انصرف إلى حاله الأوَّل، فهو كذلك سائر يومه.

فإذا جاء الليل فكذلك إلى حين النوم، يأخذ (٣) مضجعه حتَّى ينشقّ الفجر، فيقوم إلى عَدَّانه (٤) ووظيفته.

فإذا جاء الصوم الواجب قام بحقِّه، وكذلك الزكاة الواجبة، والحج الواجب.

وكذلك المعاملة مع الخلق، يقوم فيها بالقسط، لا يظلمهم، ولا يترك حقَّه لهم.

فصل (٥)

وأمَّا السابقون بالخيرات فهم نوعان: أبرار ومقرَّبون. وهؤلاءِ


(١) "له": ساقط من "ط".
(٢) "ط": "بأعيانها"، تصحيف، وسقط من "ف": "بها قائمًا".
(٣) "ب": "فيأخذ".
(٤) أي إلى عهده. وقد ضبط في "ب" بفتح أوله، ويجوز بكسره، وفي "ك، ط": "غذائه"، تصحيف. وانظر ص (٤٤٦).
(٥) "فصل" ساقط من "ب، ط".