للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سبحانه ويُثنى (١) عليه ويحمَد (٢) ويمجَّد بها دون غيرها.

الخامس: أنَّ هذا القائل لو سُفي بهذه الأسماء، وقيل له: هذه مدحتك وثناءٌ عليك، فأنتَ الماكر الفاتن المخادع المضلّ اللاعن (٣) الفاعل الصانع ونحوها، أكان (٤) يرضى بإطلاق هذه الأسماء عليه ويعدّها مدحة؟ وللَّه المثل الأعلى سبحانه وتعالى عمَّا يقول الجاهلون (٥) به علوًّا كبيرًا.

السادس: أنَّ هذا القائل يلزمه أن يجعل من أسمائه: اللاعن، والجائي، والآتي، والذاهب، والتارك، والمقاتل، والصارف (٦)، والمنزل، والنازل، والمدمدم، والمدمِّر، وأضعاف أضعاف ذلك؛ فيشتقّ له اسمًا من كلِّ فعل أخبر به عن نفسه، وإلا تناقض تناقضًا بيِّنًا، ولا يمكنه ولا أحدًا من العقلاء (٧) طردُ ذلك. فعُلِمَ بطلان قوله، والحمد للَّه ربِّ العالمين.

فصل

وأمَّا المسألة الثانية وهي: هل يطلق على العبد أنَّه يشتاق إلى اللَّه


(١) كذا في الأصلِ وغيره وضبط في "ف" بفتح الحاء. وفي "ط": ". . سبحانه أن يُثنَى".
(٢) "ب": "يحمد بها".
(٣) تحرفت "اللاعن" في "ف" هنا وفيما بعد إلى "الاعز".
(٤) "ك، ط": "لما كان".
(٥) "ب": "الجاحدون".
(٦) "ب، ط": "الصادق".
(٧) "ك، ط": "بينًا ولا أحد من العقلاء".