للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإذا تخوَّن فعلُنا ... فعلى المحبّة مؤتمَنْ (١)

أيحبُّ شيئًا غيرَكم ... وحياتِكم كلّا ولَنْ

أيحِبُّ من تأتي محبَّـ ... ـتُه بأنواع المحَنْ

والسعدُ فيها ذابحٌ ... والقلبُ فيها ممتحَنْ

دونَ الذي في حبّه ... نيلُ السعادة والمِنَنْ

ومحلُّ بدرِ كمالِها ... سعدُ السعود هو الوطنْ

والقلبُ حين يحُلُّ في ... تلك المنازل والدِّمَنْ

يمسي ويصبح من رضا ... ه ومن مُناه في وطَنْ

أيحبّهم قلبٌ ويخـ ... ـشى أن يُضامَ؟ فلا إذَنْ (٢)

فصل وأمّا المسألة الرابعة وهي: الفرق بين الشوق والاشتياق.

فقال أبو عبد الرحمن السلمي: سمعتُ النصراباذيّ يقول: للخلق كلّهم مقام الشوق، وليس لهم مقام الاشتياق. ومن دخل في حال الاشتياق هام فيه حتى لا يرى له أثر ولا قرار (٣). وهدا يدلّ على أن الاشتياق عنده غير الشوق.


(١) "ب": "لعلمنا".
(٢) ورد البيتان الأول والثاني في القشيرية (٣٢٧) لذي النون. وكذا في روضة المحبين (٥٥٣)، ولم أجد سائرها.
(٣) القشيرية (٣٢٩)، مدارج السالكين (٣/ ١٧).