للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

اللفظ الرابع: "الشائق"، وهو الداعي للمشوق إلى الاشتياق.

اللفظ الخامس: "المشُوق"، وهو المشتاق الذي قد حصل له الشوق.

اللفظ السادس: "الشيِّق"، وهو فيعل بمنزلة هيّن وليّن، وهو المشتاق.

فهذه فروق ما بين هذه الألفاظ.

وأمّا كون الاشتياق أبلغ من الشوق، فهذا قد يقال فيه إنّه الأصل، وهو أكثر حروفًا من الشوق، وهو يدل على المصدر والفاعل. وأمّا "الشوق" (١) ففرع عليه، لأنه اسم مصدر، وأقلّ حروفًا، وهو إنّما يدلّ على المصدر المجرّد. فهذه ثلاثة (٢) فروق بينهما. واللَّه أعلم.

فصل وأما المسألة الخامسة وهي: في مراتب الشوق ومنازله

فقال صاحب منازل السائرين: "هو على ثلاث درجات:

الدرجة الأولى: شوق العابد إلى الجنة ليأمن الخائف، ويفرح الحزين، ويظفر الآمل.

والدرجة الثانية: شوق إلى اللَّه عزّ وجلّ، زرعه الحبّ الذي نبَتَ (٣)


(١) "ك، ط": "المشوق"، تحريف.
(٢) رسم الأصل يحتمل ما أثبتنا، وفي غيره: "ثلاث".
(٣) "ك، ط": "ينبت".