للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

بالأبصار، فيشترك الواصفون لها في الصفة. وهي في نفسها متفاوتة أعظمَ تفاوت، ما (١) بين العلاقة التي هي تعلّق القلب بالمحبوب، والخُلّة التي هي أعلى مراتب الحبّ؛ وبينهما درجات متفاوتة تفاوتًا لا ينحصر. ولها آثار تُوجِبها، وعلاماتٌ تدل عليها، فكلٌّ أدرك بعض آثارها أو (٢) بعض علاماتَها، فعبّر بحسب ما أدركه. وهي وراءَ ذلك كلّه: ليس اسمها كمسمَّاها، ولا لفظها مبينٌ لمعناها.

وكذلك اسم المصيبة والبليّة والشدَّة والألم إنَّما تدلّ أسماؤها عليها نوعَ دلالةٍ لا تكشف حقيقتها، ولا تُعلم حقيقتُها إلا بذوقها ووجودها. وفرق بين الذوق والوجود، وبين التصوّر والعلم. فالحدود والرسوم التي قيلت في المحبّة صحيحة غيرُ وافية بحقيقتها، بل هي إشارات وعلامات وتنبيهات.

فصل [حدّ للمحبَّة والكلام عليه]

قال: "وهي -على الإجمال قبل أن ننتهي إلى التفصيل- وجودُ تعظيمٍ في القلب يمنع الانقيادَ لغير محبوبه" (٣).

فيقال: التعظيم (٤) المانع من الانقياد لغير المحبوب هو أثر من آثار


(١) "ط": "كما"، تحريف.
(٢) "آثارها أو بعض" ساقط من "ط". وكذا من "ك"، ثم استدركه بعضهم في الحاشية.
(٣) محاسن المجالس (٩٠ - ٩١).
(٤) "ب، ك، ط": "هذا التعظيم"، والمثبت من "ف". وكأنّ كلمة "هذا" في الأصل مضروب عليها.