للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحمد، وإن حُرِّك بمبادئ معصيته صرخ، ولجأ (١)، واستغاث، وقال: "أعوذُ بك منك" (٢)، "يا مقلّب القلوب ثَبِّت قلبي على دينك" (٣)، "يا مصرِّف القلوب صرِّف قلبي على طاعتك" (٤).

فإن تمَّ تحريكه بالمعصية التجأ التجاءَ أسير قد أسره عدوُّه، وهو يعلم أنَّه لا خلاص له من أسره إلا بأن يفتكّه سيّدُه من الأسر، ففكاكه في يد سيِّده، ليس في يده منه شيء البتة، ولا يملك لنفسه ضرًّا ولا نفعًا ولا موتًا ولا حياةً ولا نشورًا؛ فهو في أسْر العدوِّ ناظرٌ إلى سيده، وهو قادر على تخليصه (٥)؛ قد اشتدَّت ضرورته إليه، وصار اعتمادُه كلُّه عليه. قال سهل (٦): "إنَّما يكون الالتجاء على معرفة قدر (٧) الابتلاء". يعني (٨): وعلى قدر معرفة (٩) الابتلاء تكون المعرفة بالمبتلي.

ومن عرف معنى (١٠) قوله (١١) -صلى اللَّه عليه وسلم-: "وأعوذ بك منك" (١٢)، وقام


(١) في "ك" فوق السطر: "إلى اللَّه".
(٢) من حديث عائشة رضي اللَّه عنها. أخرجه مسلم في كتاب الصلاة (٤٨٦).
(٣) تقدم في ص (١٧).
(٤) من حديث عبد اللَّه بن عمرو رضي اللَّه عنهما. أخرجه مسلم في القدر (٢٦٥٤).
(٥) "على تخليصه" ساقط من "ك، ط".
(٦) هو سهل بن عبد اللَّه التستري (٢٨٣ هـ) من كبار الزهاد. طبقات الصوفية: (٢٠٦)، سير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٣٠).
(٧) "قدر" ساقط من "ط".
(٨) "ك": "حتى"، تحريف.
(٩) "معرفة" ساقط من "ك، ط".
(١٠) "معنى" ساقط من "ط".
(١١) "ف": "قول النبي"، خلاف الأصل.
(١٢) مرَّ آنفًا.