للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أوَّل وقتها (١).

فصل

فإذا فرغَ من صلاة الصبح أقبل بكلّيّته على ذكر اللَّه والتوجّه إليه بالأذكارِ التي شُرِعَت أوَّل النَّهارِ، فيجعلها وِردًا له لا يُخِلُّ به (٢) أبدًا، ثمَّ يزيد عليها ما شاءَ (٣) من الأذكار الفاضلة أو قراءة القرآن حتّى تطلع الشمس حسنًا (٤). فإذا طلعت فإن شاء ركع ركعتي الضّحى وزاد ما شاء، وإن شاء قام من غير ركوع.

ثمَّ يذهب متضرّعًا إلى ربِّه، سائلًا له أن يكون ضامنًا عليه، متصرِّفًا في مرضاته بقيّة يومه. فلا يتقلب إلا في شيء يظهر له فيه مرضاةُ ربه، وإن كان من الأفعال العاديّة الطبيعيّة قَلَبه عبادةً بالنية، وقصَدَ الاستعانة به على مرضاة الربّ. وبالجملة فيقف عند أوَّل الداعي إلى فعله (٥)، فيفتّش ويستخرج منه منفذًا ومسلكًا يسلك به إلى ربّه. فينقلب في حقّه عبادة وقربة. وشتَّان كم (٦) بين هذا وبين من إذا عرض له أمر من أوامر الربّ لا بدّ له من فعلِه، وفتَّش فيه على مراد لنفسه وغرض لطبعه، ففعله (٧) لأجل ذلك، وجعل الأمر طريقًا له ومنفذًا لمقصده. فسبحان من فاوت


(١) زاد في "ك، ط": "واللَّه أعلم".
(٢) "به" يعني: بالورد. وفي "ط": "بها".
(٣) وقع "ما شاء" في "ب" بعد "الفاضلة".
(٤) "ف، ب": "حسناء". والكلمة ساقطة من "ط".
(٥) "إلى فعله" ساقط من "ب".
(٦) كذا وقع في الأصل وغيره، وهو أسلوب غريب.
(٧) "ط": "ففعل".