للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قاعدة في ذكر طريق قريب موصِل (١) إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال.

وهي شيئان:

أحدهما: حراسة الخواطر وحفظها، والحذر كل الحذر (٢) من إهمالها والاسترسال معها. فإنَّ أصلَ الفساد كله من قِبلها يجيء؛ لأنَّها هي بذر الشيطان والنفس في أرض القلبِ، فإذا تمكن بذرُها تعاهدها الشيطان بسقيه مرَّةً بعد أخرى حتَّى تصير إرادات، ثُمَّ يسقيها حتَّى تصير (٣) عزائم، ثُمَّ لا يزال بها حتى تثمر الأعمال.

ولا ريبَ أنَّ دفعَ الخواطر أيسرُ من دفع الإرادات والعزائم، فيجد العبدُ نفسه عاجزًا أو كالعاجز عن دفعها بعد أن صارت إرادة جازمة، وهو المفرِّط إذ (٤) لم يدفعها وهي خاطر ضعيف؛ كمن تهاون بشرارة من نار وقعت في حطَبٍ يابسٍ، فلمَّا تمكنت منه عجزَ عن إطفائها (٥).

فإن قلتَ: فما الطريقُ إلى حفظ الخواطر؟

قلتُ: أسباب عدَّة:


(١) "ك، ط": "طريق يوصل". وقد استدركت كلمة "قريب" في حاشية "ك"، والقطرية.
(٢) "كل الحذر" ساقط من "ك، ط".
(٣) "ط": "تكون".
(٤) "ك، ط": "إذا".
(٥) وانظر: عدة الصابرين (٩٦)، والداء والدواء (٢٣٦).