للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الحكيم. موصوف بصفات (١) الكمال، مذكور بنعوت الجلال، منزَّه عن الشبيه والمثال، ومنزَّه عمَّا يضاد صفاتِ كماله: فمنزَّه عن الموت المضاد للحياة، وعن السِّنة والنوم والسهو والغفلة المضاد للقيومية. وموصوف بالعلم، منزَه عن أضداده كلها من النسيان والذهول وعزوب شيءٍ عن علمه. موصوف بالقدرة التامة، منزَّه عن ضدها من العجز واللغوب والإعياء. موصوف بالعدل، منزَّه عن الظلم. موصوف بالحكمة، منزَّه عن العبث والسفه (٢). موصوف بالسمع والبصر، منزَّه عن أضدادهما من الصمَم والبكَم. موصوف بالعلو والفوقية، منزَّه عن ضد (٣) ذلك. موصوف بالغنى التام، منزَّه عمَّا يضاده بوجه من الوجوه. ومستحق للحمد كلُّه، فيستحيل أن يكون غيرَ محمود، كما يستحيل أن يكون غير قادر ولا خالق ولا حي. بل (٤) الحمد كلُّه واجب له (٥) لذاته، فلا يكون إلا محمودًا، كما لا يكون إلا إلهًا وربًّا وقادرًا.

فإذا قيل: "الحمدُ كلُّه للَّه"، فهذا له معنيان:

أحدهما: أنَّه محمود على كل شيء، وبكلِّ ما يُحمَد به المحمودُ الحمدَ (٦) التامّ. وإن كان بعضُ خلقه يُحمَد أيضًا، كما تُحمَد (٧) رسلُه وأنبياؤه وأتباعهم، فذلك من حمده تبارك وتعالى، بل هو المحمود


(١) "ك، ط": "بصفة".
(٢) "والسفه" ساقط من "ك، ط".
(٣) "ط": "أضداد".
(٤) "ك، ط": "وله" مكان "بل".
(٥) "له" ساقط من "ك، ط".
(٦) "الحمد" ساقط من "ط".
(٧) "ك، ط": "يحمد".