للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمّ النَّاس في قطع هذه المراحل قسمان:

فقسم قطعوها مسافرين فيها إلى دار الشقاءِ، فكلَّما قطعوا مرحلةً منها (١) قربوا من تلك الدَّار، وبعدوا عن ربهم وعن دار كرامته. فقطعوا تلك المراحل بمساخط الرب ومعاداته، ومعاداة رسله وأوليائه ودينه، والسعي في إطفاء نوره، وإبطال دعوته -دعوة الحق (٢) - وإقامة دعوة غيرها. فهؤلاءِ جعلت أيَّامهم مراحل (٣) يسافرون فيها (٤) إلى الدار التي خلقوا لها، واستعملوا بعملها (٥)، فهم مصحوبون فيها بالشياطين الموكلة بهم حتى يسوقونهم (٦) إلى منازلهم سوقًا، كما قال تعالى: {أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا} [مريم/ ٨٣] أي تزعجهم إلى المعاصي والكفرِ إزعاجًا، وتسوقهم سوقًا.

القسم الثاني: قطعوا تلك المراحل سائرين فيها (٧) إلى اللَّه وإلى دار السلام. وهم ثلاثة أقسام: ظالمٌ لنفسه، ومقتصد، وسابق بالخيرات بإذن اللَّه. وهؤلاء كلهم مستعدون للسير موقنون بالرجعى إلى اللَّه، ولكن متفاوتون في التزود وتعبئة الزاد واختياره، وفي نفسِ السير وسرعته وبطئه.


(١) "ك، ط": "منها مرحلة".
(٢) "دعوة الحق" ساقط من "ط".
(٣) "مراحل" ساقط من "ط".
(٤) "ب": "بها".
(٥) "ك": "بها بعملها". "ط": "بها"، وأسقط "بعملها".
(٦) "ب": "يسوقوهم". وقد أسقط "حتى" من "ط".
(٧) "فيها" ساقط من "ب".