للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قلتُ: يريد به (١) عدمَ إضافةِ شيءٍ إليه إضافةَ ملك، وأن يخرج عن أحكام صفات نفسه، ويبدلها بأحكام صفات مالكه وسيده. مثاله أن يخرج عن حكم صفة قدرته واختياره التي تُوجِبُ له دعوى الملَكة (٢) والتصرف والإضافات، ويبقى بأحكام صفة القدرة الأزلية التي توجبُ له العجز والفقر والفاقة، كما في دعاء الاستخارة: "اللَّهمَّ إنِّي أستخيرك بعلمكَ، وأستقدِرُكَ بقدرتِكَ، وأسألك من فضلك، فإنَّك تعلمُ ولا أعلمُ، وتقدِرُ ولا أقدِرُ (٣)، وأنت علَّامُ الغيوب" (٤)، فهذا اتصاف بأحكام الصفات العلى في العبد، وخروج عن أحكام صفات النفس.

* وقال أبو حفص (٥): "لا يصح لأحدٍ الفقر حتَّى يكون العطاءُ أحبَّ إليه من الأخذ، وليس السخاءُ أن يعطي الواجدُ المعدِمَ، وإنَّما السخاءُ أن يعطي المعدمُ الواجدَ" (٦).

* وقال بعضهم (٧): "الفقيرُ: الذي لا يرى لنفسه حاجةً إلى شيءٍ من الأشياءِ سوى ربه تبارك وتعالى".


(١) "به "ساقط من "ك، ط".
(٢) "ط": "الملك". وفي "ك": "دعوة الملك".
(٣) "ك، ط": "من فضلك العظيم، فإنَّك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم". وكذا في صحيح البخاري.
(٤) من حديث جابر رضي اللَّه عنه. أخرجه البخاري في كتاب التهجد (١١٦٢)، وانظر رقم (٧٣٩٠).
(٥) قد سبق له قولان آخران في ص (٩٩، ١٠٠).
(٦) القشيرية (٢٧٧).
(٧) هو محمد المُسُوحي، انظر: المصدر السابق (٢٧٧).