للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وذكر ابن وهب، عن ابن لهيعة، عن بكر بن سوادة، عن أبي تميم الجيشاني، عن أبي ذر أنَّ المنيّ إذا مكث في الرحم أربعين ليلة أتاه ملك النفوس فعرَج به إلى الرب تعالى في راحته فيقول: يا رب، عبدك ذَكَر أم أنثى؟ فيقضي اللَّه ما هو قاض. أشقي أم سعيد؟ فيكتب ما هو لاقٍ بين عينيه. قال أبو تميم: وزاد (١) أبو ذر من فاتحة سورة التغابن خمس آيات (٢).

وقال ابن وهب: أخبرني ابن لهيعة، عن كعب بن علقمة، عن عيسى ابن هلال، عن عبد اللَّه بن عمرو بن العاص أنه قال: إذا مكثت النطفةُ في رحم المرأة أربعين يومًا جاءَها مَلَك، فاختلجها (٣)، ثمَّ عرَجَ بها إلى الرحمن عز وجل فقال: اخلُق يا أحسن الخالقين، فيقضي اللَّه فيها بما يشاء من أمره، ثمَّ تدفع (٤) إلى الملَك، فيسأل الملَك عن ذلك، فيقول: يا ربّ، سِقْط أم تِمّ؟ فيبيّن له، ثمَّ يقول: يا ربّ، واحد أو توأم؟ فيبين له، ثمَّ يقول: يا رب، أذكر أم أنثى؟ فيبين له، فيقول: يا ربّ، أناقص الأجل أم تامّ الأجل؟ فيبيّن له (٥)، ثمَّ يقول: يا ربّ، أشقيٌّ أم سعيد؟ فيبين له، ثمَّ يقول: يا ربّ، اقطع رزقَه مع خلقِه، فيهبط بهما جميعًا. فوالذي


= انظر: الكامل لابن عدي (٣/ ٢٢٧) (ز).
(١) "ط": "وقرأ".
(٢) أخرجه ابن وهب في القدر (٣٦) من حديث أبي ذر مرفوعًا، والفريابي في القدر موقوفًا. والحديث مداره على ابن لهيعة، وهو ضعيف، وهذا الاضطراب منه. راجع الفوائد المجموعة للشوكاني مع تعليق المعلمي (٤٥١) (ز).
(٣) يعني: انتزعها.
(٤) هذه قراءة "ن"، وكذا في القدر لابن وهب. وفي "ف" وغيرها: "يدفع".
(٥) "ك، ط": "له ذلك".