للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

العشرون: أنَّه يوجب له التيقظ والحذر من مصايد العدوّ ومكايده، ويُعرِّفه من أين يدخل عليه، وبماذا يحذر منه، كالطبيب الذي ذاقَ المرضَ والدواءَ.

الحادي والعشرون: أنَّ مثلَ هذا ينتفع به المرضى، لمعرفته بأمراضهم ودوائها (١).

الثاني والعشرون (٢): أنَّه يرفع عنه حجابَ الدعوى، ويفتح له طريقَ الفاقة، فإنَّه لا حجابَ أغلَظ من الدعوى، ولا طريق أقرب من العبودية (٣)، فإنَّ دوام الفقر إلى اللَّه مع التخليط خير من الصفاءِ مع العجب (٤).

الثالث والعشرون: أن يكون (٥) في القلب أمراض مُزْمنة لا يشعر بها، فيطلب دواءَها، فيمُنُّ عليه اللطيفُ الخبيرُ، ويقضي عليه بذنب ظاهر، فيجد ألم مرضه، فيحتمي، ويشرب الدواء النافع، فتزول تلك الأمراض التي لم يكن يشعر بها. ومن لم يشعر بهذه اللطيفة فَلِغلظِ (٦) حجابه، كما قيل:


(١) في "ف" وغيرها: "وأدوائها"، والظاهر أنَّه سهو. وانظر المفتاح (٢/ ٢٨٨).
(٢) في الأصل (ف): "الثالث والعشرون"، ولعله سهو، وقد استمر عليه، فوصل العدد إلى الثاني والثلاثين.
(٣) قوله: "لا حجاب. . ." من كلام سهل بن عبد اللَّه التستري. وقد سبق في ص (٣٥٤).
(٤) من كلام ذي النون المصري. وقد تقدم في ص (١٠٥).
(٥) "ط": "تكون". "ك": "أنَّه يكون".
(٦) "ك، ط": "فغلظ"، تحريف.