للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

والإنابة وهي الغاية، فإنَّ العبد لا بدَّ له من غايةِ مطلوبة، ووسيلةٍ (١) مُوصِلة إلى تلك الغاية. فأشرفُ غاياته التي لا غاية له أجلّ منها عبادةُ ربِّه والإنابة إليه، وأعظمُ وسائله التي لا وسيلة له غيرها البتّة التوكّلُ على اللَّه والاستعانة به، ولا سبيل له إلى هذه الغاية إلا بهذه الوسيلة. فهذه أشرف الغايات، وتلك أشرف الوسائل.

وأمَّا الجمع بين الإيمان والتوكّل، ففي مثل قوله: {قُلْ هُوَ الرَّحْمَنُ آمَنَّا بِهِ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْنَا} [الملك/ ٢٩]. ونظيره قوله: {وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (٢٣)} [المائدة/ ٢٣] وقوله: {وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (١٢٢)} [آل عمران/ ١٢٢].

وأمَّا الجمع بين التوكّل والإسلام، ففي قوله: {وَقَالَ مُوسَى يَاقَوْمِ إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ فَعَلَيْهِ تَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُسْلِمِينَ (٨٤)} [يونس/ ٨٤].

وأمَّا الجمعُ بين التقوى والتوكّل، ففي مثل قوله تعالى: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ اتَّقِ اللَّهَ وَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ} إلى قوله: {وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا (٣)} [الأحزاب/ ١ - ٣]، وقوله تعالىِ: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (٢) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} [الطلاق/ ٢ - ٣].

وأمَّا الجمع بين التوكّل والهداية، ففي قول (٢) الرسل صلوات اللَّه وسلامه عليهم لقومهم: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا


= أبي هريرة رضي اللَّه عنه: "فأتى بالألف دينارٍ". انظر: البخاري، كتاب الكفالة (٢٢٩١). وفي "ك": "السبعة مواضع"، وفي "ط": "السبعة المواضع".
(١) "ف": "فضيلة"، تحريف.
(٢) "ك، ط": "مثل قول".