أما الموضع الثاني (٢٠٥/ ب) فترك فيه الناسخ بياضًا في السطر الحادي عشر بقدر كلمتين، وفي السطر الثاني عشر بقدر تسع كلمات تقريبًا. وذلك لأن المؤلف كتب في الصفحة نفسها (١١٤/ أ) استدراكًا في ثلاثة أسطر في طول الصفحة، وذهب أكثر السطر الأخير الذي في طرف الورقة. عندما نقلت نسخة (ف) منها. أما الآن فلا يرى في الصورة إلا كلمات من أول السطر.
وفي الموضع الثالث (٢٠٦/ ب) بياض أكثر من سطر. وهو الجزء الأخير من استدراك بدأ في الأصل (١١٤/ ب) من وسط حاشية الصفحة اليسرى في طولها، وانعطف إلى أعلاها في العرض، وتم في ثلاثة أسطر، والسطر الأخير قد أكله البلى، ولا يظهر منه الآن في الصورة إلا ثلاث كلمات.
والبياض الرابع (٢٠٩/ ب) بقدر تسع كلمات تقريبًا، وهو جزء من لحق في الحاشية اليسرى من الأصل (١١٥/ ب). والبياض الخامس (٢١١/ أ) بقدر ست كلمات تقريبًا، وهو أيضًا جزء من استدراك طويل مكتوب في الحاشية اليسرى من الأصل (١١٦/ أ).
وقد تبين من هذه المقارنة أن نسخة الفاتح منقولة من نسخة الظاهرية، وهي المقصودة بمسودة المصنف في نص خاتمتها. والملاحظ أن التأكل الذي أشار إليه ناسخها البعلي كان قد أصاب ثلاث ورقات من المسودة (ق ١١٤ - ١١٦)، وسائر النسخة كانت سليمة في عهده سنة ٧٧٢ هـ. وإذا صح تقديرنا أن المسودة قد كتبت قبل سنة ٧٣٢ هـ، فكان قد مضى عليها حين ذاك ٤٠ سنة. والآن بيننا وبين نسخة الفاتح أكثر من ٦٥٠ سنة. وقد ضاعت وريقة من الأصل في هذه المدة،